السلامـ عليكمـ
^.^ الغضب ^.^
الغضب هو حالة نفسية تبعث على هيجان الإنسان و ثورته قولاً أو فعلاً , و هي شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة , و مبدؤه شهوة الانتقام , لما فيه من الشدة و الغلضة و السطوة , فهو مفتاح الشرور , و رأس الآثام , و داعية الأزمات و الأخطار على صاحبه و على غيره , فهو يسسبب لصاحبه المرض و السقم أوهنه مرض السكري و السكته القلبية , و يسبب لغيره الاستهزاء و التعيير و الفحش و الضرب و القتل لما يفقد صاحبه فيه أحاسيسه , و صوابه بل و كامل عقله حتى أنه لا يستمع لمن ينصحه بل يزداد هيجانًا و سعرةً و اتقادًا و لهذا وجب القضاء عليه عقلاً و شرعًا .
علاج الغضب :
1- أن يزيل الأسباب المهيجة له و هي : العجب , الفخر , الكبر , الغدر , المراء , الاستهزاء , التعيير , المخاصمة , شدة الحرص على فضول الجاه و الأموال الفانية .
2- أن يتذكر قبح الغضب و سوء عاقبته , وما ورد في الشريعة من الذم عليه .
3- أن يتذكر ما ورد من المدح و الثواب على دفع الغضب في موارده .
4- أن يتذكر فوائد الحلم و كظم الغيض , و يواظب على مباشرته ولو بالتكلف .
5- أن يقدم الفكر و الروية على كل فعل أو قول يصدر عنه , و يحافظ على نفسه من صدور الغضب عنه .
6- أن يحتــــرز عن مصاحبة أرباب الغضب , و يختار مجالسة أهل الحلم و الكاظمين الغيظ
7- أن يعلم أن ما يقع إنما هو بقضاء الله و قدره و أن الأشياء مسخرة في قبضته و قدرته .
8- أن يعلم أن الغضب مرض قلبٍ نقصان عقلٍ , صادر عن ضعف النفس و نقصانها لا عن شجاعتها و قوتها , و هو يكشف بالتالي عن ضعف العقيدة .
9- أن يعلم أن المغضوب عليه قد يقوى , و يقابله بالضد و يؤذيه في نفسه و أهله و ماله و عرضه .
10 - أن يعلم أن الله تعالى يحب منا أن لا نغضب و الحبيب يختار قطعًا ما يحب محبوبه , فإن كان محبًا لله فليطفئ غضبه لشدة حبه لله تعالى .
11- أن يتفكر في قبح صورته و حركاته عند غضبه .
12 - أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند هيجان غضبه , لأنه من عمل الشيطان . قال الإمام الباقر عليه السلام " إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم ...." .
13 - أن يجلس أن كان قائمًا و يضطجع إن كان جالسًا .
14 - الوضوء أو الغسل بالماء البارد .
15 - أن يغادر المكان الذي ثار فيه الغضب .
16 - و علاجه العملي صرف الناس عن الغضب عند أول ظهوره .
17 - إذا كان غضبه على ذي رحم فعلاجه أن يمسه بجسمه فيسكن غضبه .
18 - أن يلاحظ آثار الغضب غير الصحيحة كإلتهاب الأعصاب و السل الرئوي و أنواع النزيف الدموي و قد يؤدي إلى موت الفجأة . قال أمير المؤمنين عليه السلام :" من أطلق غضبه تعجل حتفه " .
19 - لا بد من تقوية العقل فغن العقل القوي يمكنه بالمتابعة و المراقبة أن يسيطر على الغضب .
20- أن ينسى أو يتناسى الحادثة التي أوجبت الغضب .
21 - شرب الماء فإنه يسكن الغضب كما جاء عن أبي الحسن عليه السلامـ .
22- أكل الزبيب فإنه يطفئ الغضب .
23 - أن يدعو بهذا الدعاء " اللهم أذهب عني غيظ قلبي و أجرني من مضلات الفتن , أسألك جنتك و أعوذ بك من الشرك , اللهم ثبتني على الهدى و الصواب و اجعلني راضيًا غير ضال ولا مضل " .
24 - أن لا ينسى آثار كف الغضب يوم القيامة فمن غضبه عن الناس , أقاله الله نفسه يوم القيامة , و ستر الله عورته و أن له الجنة .
25 - أن يعلم أن كثرة الأنصار إنما تكون للحليم , و عكسه من اتصف بالغضب , قال أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام :" أقل عوض للحليم من حلمه أن الانس أنصاره على الجاهل ".
26 - أن يعلم أن الغضب يجر إلى ذل الاعتذار من المغضوب عليه .
27 - أن يستعمل غضبه في موارده المحمودة , كالغضب للدين أو الحمية و شهامة أو يغضب على أعداء الدين .
* قال الإمام علي عليه السلام :" الغضب يردي صاحبه و يبدي معايبه ".
28- أن يتذكر الله عز و جل , فيدعوه ذلك إلى الخوف منه و أنه أقدر عليه , و هو المنتقم الجبار , فيبعثه ذلك على الرقة و الطاعة . قال الإمام الصادق عليه السلام :" أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه : يا بن آدم ! اذكرني في غضبك . أذكرك في غضبي , لا أمحقك فيمن أمحق , و أرضَ بي منتصرًا , فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك