حديقة الأمل المشرق
لدى كل منا ذكريات الطفولة التي تلازمنا بدون أن نشعر بها وهي راسخه بوجداننا..فمـا نفقده من حب واهتمام من أحد الوالدين أو كلاهما أثناء مرحلة الطفولة..يجعلنا نتطلـــع إلى تعويض هذا القدر من الحب والإهتمام عن طريق شخص جديد..فهذا الشعـــــــــور المتراكم لدينا يشكل بداخلنا نوعا من الحرمان العاطفي..ويؤثر علينا بشكل سلبي فــي
مرحلة الشباب..إذ أنه مسؤول عن حالة الإحباط التي تلازمنا..إلى أنه بقدر الجراح التــي تصيبنا في مرحلة الطفولة بقدر إيلام الطرف الآخر بنفس الأسلوب ولكن بدون قصــــــــد.
فهناك شخص بين كل أربعة أشخاص يعاني من الإكتآب والإحباط بسبب المشاكل التي تعرض لها أثناء فترة طفولتة مع أهله وأصدقائه..هذه المشاكل يتم اختزانها وعــــــــــدم التخلص منها نتيجة جهلنا بها..فنحن نشب ونحمل معنا هذه الآلام أينما نذهب..وقذ ننجح على المستوى العملي ونصل إلى أعلى المناصب إلا أن هناك شعورا بعدم الراحــــــــة
يعترينا ويؤرق حياتنا بدون أن نعلمه..هذا الإحساس يسبب لنا خللا ما؟؟ويؤثر علــــــــــى علاقتنا بمن نحب بشكل سلبي ويجعلنا نشعر دائما بالتعاسه وعدم الإنسجام والتفاهم
معهم..ونجد لأنفسنا عشرات الأسباب لتدمير هذه العلاقة ثم إعادة التجربة من جديد إلى أن نصل إلى النفق المظلم الذي قد يلجأ إليه بعض ضعاف النفوس للهروب من الذات
دون وعي كاللجوء إلى الإدمان أو ماشابه ذلك من تدمير للذات...
هذا مـــــــــايفـعـله أصحاب النفوس الضعيفة في الواقع..إلا أن هذه الظاهرة حقيقــــة
فالإنسان له طاقات محدودة قد يتخطى بعضها ويتقاضى عن بعضها ولكن إلا متى؟؟؟؟؟
لابد أن تأتي ساعة الصفر ..لأن طاقته ستنتهي ستعدم..فالإنسان كتلة من المشاعـــرو
الأحاسيس لها عمر محدد يرتفع ويقل..يتأثر ويتألم..حتى تصل إلى مرحلة تكون قــــــــد أشرفت على النهاية..وهنا يبدأ الأمل يتلاشى شيئا فشيئا..حتى يتحول كل أمل إلى يأس
قاتل..يلازمه الإحباط والتحطمات..هنا يبدأ مشوار اليأس..وتتحول حياة الإنسان إلى ظلام معتم وهذه ليست حياة بل الموت بعينه..فالحياة تفاؤل وأمل ..واليأس يعني القضاء على
النفس التي أمرنا الباري عز وجل أن نحافظ عليها ..فلماذا نهلك أنفسنا من أجل دنيا دنيئة
فانية ..لاتميلي أو تفكري في تدمير ذاتك بأي طريقة لأنك ستجدين حتما من يفرج كربتك
ويكفي أن الله معك وأهل البيت عليهم السلام...
لاأتكلم بشئ عبثا فقد استنتجت ذلك من خلال نظرة إلى السمــــاء...
عندما كنت أنظر إلى السماء وتأملتها جيدا كيف احتملت الغيوم كل ما اختزنته طوال تلك المدة وفجأة ينهمر المطـــر بغزارة ..شبهت الغيوم بالإنسان وما تختزنه الغيوم بداخلها هو مايختزنه الإنسان بداخل قلبه من هـــم كبير..
انهمر المطر وارتاحت الغيوم فعم الخير على الأشجار..
بإذن الله سيأتي لك يوما مثل تلك الغيوم ويفرج الله همومك..
ويشرق الأمل من جديد..
الأمل تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها إلا أنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة..
النافذة التي في ظلالها يدخل الينا نور التفاؤل ليضيئ لنا الدروب المعتمة التي قد تخلفها نوائب الدهر..