يلعب التعليم المبكر دورا هاما في تنمية مهارة الطفل وتهيئته لدخول مرحلة التعليم الأساسي بذهن صافي متفتح إذا ماقورن بغيره ممن لم يحصلوا على فرصة التعليم المبكر , والمراقب لنموذجين من هذين النوعين من الأطفال سيلاحظ الفرق بين قدرات كل منهما من ناحية التعلم والحفظ والاستيعاب ، فهناك أطفال لديهم مهارات وقدرات كبيرة ساعدهم في ذلك تواجدهم في صفوف التعليم المبكر ,ومن تجربتي الشخصية هناك سلبيات كثيرة كانت تمارس في المنزل تم تقويمها وتعديل مسارها للمسار الصحيح بفضل تواجد الطالب في صفوف التعليم المبكر وكما هومن المعلوم يبدأ الطفل بتحصيل سلوكه من سن الثانية إلى السابعة بنسبة 70% وهذه السلوكيات لم نتمكن من تقويمها إلا بتظافر جهود الاسره مع المعلم ،
والطفل بحاجه إلى من يستمع إليه ويعطيه الفرصة الكافية لإظهار مهاراته فهناك طلاب يعانون من كبت الاسره لهم فكلما أراد ان يظهر مهاراته في أي مجال يظهر الوالدين عدم المبالاة ومنهم من يمنعه من ممارسة أي نشاط يود ممارسته ومن أولياء الأمور من يصل مع الطفل إلى حد الضرب.. فالطفل في هذه الحالة يتقوقع وينشأ مهزوز الشخصية علاوة على عدم تنمية المهارة التي كان يتمتع بها فمن المفترض أن يعبث.. يلعب ..يستكشف ..ثم توجيهه إلى المسار الصحيح وهذا هو الدور الذي تلعبه صفوف التعليم المبكر والطفل يستطيع ان يتلقى أي شي في هذه المرحلة ويطبق مايراه من حوله لاتقولي" طفلي صغير لايفهم ! بالعكس تماماً فعقلية الطفل تطورت عما كانت عليه في السابق وهذا ناتج عن عدة عوامل منها : اجتماعيه وإعلاميه وغير ذلك فعندما كنا نحن في أعمار هؤلاء الصغار لم يكن لدينا المعلومات التي بحوزتهم الآن فهناك من الأمهات عندما التقي بهن تشتكي لي بأن طفلها لايتقبَل منها شيئا بعكس وجوده في الصف!؟ وهذا طبيعي لأنه في الصف يجد الفرصة متاحة أمامه بإنصات المعلمة له وتشجيعها ودعمها لسلوكياته حتى لو لم تفهم منه شيئا, فهو بتصرفه ينتظر التشجيع والتوجيه الصحيح لا التوبيخ والاستهزاء! فيا عزيزتي الأم المطلوب منك اتجاه طفلك في هذه المرحلة لكي تجدي الثمرة عليك بــ:
1.التشجيع عندما يعود طفلك من روضته أنصتي إليه, سوف يخبرك بما حدث معه طوال اليوم, وبما فعل في الفصل من كتابة ورسوم وهو ينتظر أن تثني عليه وتشجعيه لا أن تتجاهليه وتقولي له فيما بعد أخبرني !!!
2.التحفيز بالهدايا والجوائز عندما يخبرك أنه أنجز واجبه بشكل صحيح وأتمَه في وقته فالكثير من الأمهات تنسى هذه المسألة وتعاني فيما بعد من عدم سماع طفله لأوامرها لأنه لايجد حافز منها!!
3.الترفيه بشتى الوسائل من ذهاب إلى مدينة الألعاب أو ذهاب إلى المتنزه وغيره فبهذه الطريقة يتجدد نشاط طفلك ويعود إلى مذاكرته وهو في غاية السعادة ولن ينسى لك هذه النزهة
4.توفير الألعاب التعليمية التي من شأنها أن تزيد من ذكائه واستكشافاته فهنالك الكثير من الألعاب التي تنمي عنده سرعة البديهة من قصص وتراكيب وصور سوف تساعده كثيراً في استيعاب دروسه والتركيز فيها
5.تهيئة الجو المناسب والملائم للمذاكرة فكثيرا من الأمهات تشتكي من أن طفلها لايستجيب لها عندما تطلب منه كتابة واجبه فإذا سألتها أين وكيف تعلمه!؟ تقول عند اجتماع العائلة وأمام التلفاز!!عليك أن تأخذيه إلى مكان هادئ أنتي وهو فقط ولن يأخذ منك وقتا كبيرا كالعادة وسوف يأتي وقت اجتماع العائلة وقد انتهى من مذاكرته
7.احتفلي بطفلك عندما يستلم طفلك نتيجة جهده وثمرة تعبك اعملي له حفلة بسيطة يحضرها أقاربه وأصدقائه سوف تفرحه كثيرا ولن ينساها مدى العمر وسيظل ممتنا لك
8.اطلبي منه زيارة صديق له فسوف يعزز من ثقته بنفسه بأنه أصبح كبيرا يذهب إلى أي مكان شاء ولكن بإذن أمه
9.أطلبي منه أن يساعدك في أعمال المنزل ولكن اشترطي عليه أن ينهي دروسه أولا سوف تجديه يسرع في إنهاء واجباته بدون أي معاناة
10.اجعليه يعمل بطاقة معايدة لمعلمته وساعديه فيها فذلك سوف يترك أثرا كبيرا في نفسه
11.لاتعنفيه ولا توبخيه على فعل فعله بالخطأ ولكن تقربي منه وكلميه بهدوء سوف يستمع إليك بكل حواسه وسوف يعدك بأنه لن يعيدها في المرة القادمة
غاليتي طفلك بحاجه إلى الصبر عليه من خلال إلحاقه برياض الأطفال وليس من أول وهلة تنتظري النتائج بل انتظري عليه شهر شهرين سنه وستلاحظين الفرق بالتأكيد والمجتمع قبل عشر سنوات لم يكن منتشر لديه الوعي بإلحاق أطفالهم بهذه المرحلة ولكن شيئا فشيئا بدأت المدارس في توجيه الآباء والأمهات عن أهمية هذه المرحلة وأنها مهمة جدا في تأسيس النشء
وتقبلو تحياتي
انفاس الحنين